قصص

12/03/2024

مهاجر سوداني في صفاقس يروي معاناته

كرم، شاب سوداني عمره 21 عاما يعيش في مدينة صفاقس التونسية، يروي لمهاجرنيوز معاناته في يومياته الصعبة خصوصا مع الشتاء والمبيت في العراء. ويطالب بإسماع صوته للمنظمات الحقوقية والجهات المعنية لمساعدته هو والكثير من المهاجرين السودانيين، كي يجدوا مكانا يتمكنون من العيش فيه بأمان وكرامة.

أقيم في تونس بصفاقس وأبيت في العراء، في الحدائق والشوارع، هناك أناس طيبون يساعدوننا في المدينة ويعطوننا أحيانا القليل جدا من المال وآخرون على العكس يأخذون منا ويسرقوننا.

أنا من عائلة هاجرت من السودان قبل الحرب، وعدد أفراد أسرتي عشرة، وكوننا من دارفور كنا نعاني أصلا قبل الحرب. منذ أربعة أشهر وصلت إلى تونس عبر الجزائر، آملا الذهاب إلى أوروبا وإعالة أسرتي.

الأوضاع في ليبيا صعبة للغاية، ولا يوجد عمل، وحتى إن وجد فهناك استغلال كبير للعمال. وهذا أيضا ما دفعني للمغادرة. فرحلت حتى أخفف الحمل عن أهلي وأساعدهم أيضا.

ترحيل إلى الصحراء

اعتقدت أن الأوضاع أفضل في تونس، في البداية لم يكن هناك مشاكل، لكن ما أن وقع شجار بين الشرطة ومهاجرين من نيجيريا وغانا حتى بدأ أفرادها بالاعتداء على كل من لون بشرته داكن دون تمييز، وقلت لهم مرارا إنني من السودان ولكنهم لم يسمعوني، وضربوني، وما لبثوا أن أخذوا الهواتف الشخصية للمجموعة التي كنت أنا معها، وكنا نحو 15 شخصا، وأرسلونا إلى الجزائر.

للمزيد
صفاقس... موسم الشتاء ينذر بوضع صعب للمهاجرين المشردين

حدث ذلك نهاية تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مشينا على أقدامنا مدة عشرة أيام تقريبا من حدود الجزائر حتى تمكنا من العودة إلى صفاقس مرة أخرى. ولم يكن هناك أي طريقة للعودة سوى سيرا على الأقدام فلا يوجد وسائل نقل ولا يساعدنا الناس بسياراتهم خوفا منا.

حاولت السفر لأوروبا مرة من صفاقس، كان معي حوالي 30 شخصا، صعدنا إلى القارب لكن بعد قليل أوقفنا خفر السواحل التونسي ووضعونا بالميناء ثم نقلونا بالباصات لمنطقة بنقردان الحدودية مع ليبيا، ومن هناك نقل بعض الأشخاص إلى داخل ليبيا حيث وضعوهم في سجن عين زارة، الأمر مرتبط بالحظ فقط.

اعتداءات تمييزية

هذا الفيديو يوثق تعرض صديقي من السودان أيضا للضرب، وأعانتنا صاحبة مطعم في صفاقس على الحصول عليه، فقد تعاطفت معنا ورغبت أن ننقل للعالم جزءا من معاناتنا.

كنا في قهوة تطل على الشارع وكان يأكل عندما جاء رجال الشرطة، فخاف منهم وهرب وهو لا يزال يحمل الخبز بيده وبدأ بالركض، فأمسكو به وضربوه وحتى شدوه من شعره. كان خائفا من أن يُرحّل إلى الصحراء. ومهاجرون آخرون كانوا في المكان أيضا، كلهم هربوا قبل أن يصل رجال الشرطة لكن هو لم يستطع فأمسكوا به.

أتابع الأخبار وأعرف أن هناك اتفاقية بين تونس وإيطاليا حتى لا نغادر تونس، ليس لدي مشكلة في هذا وفي أن أبقى في صفاقس لكن اعطونا حقوقنا واسمحوا لنا بأن نعيش بكرامة، وإلا فلتقم المفوضية بإعادة توطيننا في بلد آمن آخر.

المشكلة أنه حتى من هو مسجل لدى المفوضية السامية للاجئين لا تتم مراعاته. بحالتي، استخرجت بطاقة الأمم من ليبيا وجددتها في تونس. وتحدثت إلى المفوضية ولم تساعدني في أي شيء.

في تونس، كل شيء ممنوع، الاستئجار والإقامة والعمل، لهذا أبيت بالشوارع والحدائق. ظننت أن تونس أفضل، لكن اكتشفت أن الحياة فيها أصعب.

معاناتنا ازدادت أكثر مع البرد والمطر. وأود لو يصل صوتي إلى منظمات حقوق الإنسان حتى تعرف الأوضاع التي نعيشها، حيث كل شيء ممنوع، ولا يوجد مصادر دخل، وحتى لو أعطت المفوضية 350 دينارا تونسيا، فهذه المساعدة الشهرية تمتد على أربعة شهور فقط، وبعد ذلك لا يعطوننا شيئا.

*كرم اسم مستعار

المصدر: مهاجر نيوز، نشر بتاريخ : 27 فبراير 2024

معرض الصور